جمع بائِس على بؤُسَاء
هل يصح جمع بائِس على بؤُسَاء |
هل يصح جمع (بائِس) على (بؤُسَاء) ؟
من الأخطاء الشائعة انّهم يجمعون اسم الفاعل (بَائِس) على (بُؤَسَاء)، فيقولون (هولاءِ بؤساء)، والصواب أن تقول (هولاءِ بُؤْسٌ) أو تقول (هولاءِ بُؤَّسٌ). أو تقول (هولاءِ بائسونَ)، لأنّهم لا يجمعون اسم الفاعل الذي وزنه (فَاعِل) على وزن (فُعَلاء)، والقياس في وزن (فَاعِل). أن يجمع على وزن (فُعَّل) مثل (راكِع رُكَّع) و(صائم صُوَّم) ومثله (بائِس بُؤَّس)، أو نجمعه جمع مذكر سالم. مثل (راكع راكعون) و(صائم صائمون)، ومثله (بائِس بائِسون).
ومعنى (البائس) المأخوذ من قولك (بَئِسَ الرجلُ) يَبْأَسُ بُؤْسا وبائِسا وبَئِيسا : افتقر واشتدت حاجته فهو بائِس، فالبائِس هو مَن نزلت به بليّة.
امّا البؤساء فهو جمع (بَئِيس) الذي على وزن (فَعِيل)، وهو الشجاع، تقول منه : بَؤُسَ الرجلُ فهو بَئِيس أي شجاع، وتأتي كلمة (بَئِيس). بمعنى (شديد)، وعذاب بئيس أي شديد.
وهذا المعنى للجمع (البؤساء) المأخوذ من معنى (بَؤُسَ الرجلُ) فهو شجاع، يباين معنى (البؤساء) الخاطئ، المأخوذ من معنى افتقر واشتدت حاجته فهو بائِس أي فقير.
النتيجة / البؤساء جمع ل(بَئِيس)، وهو الشجاع الشديد، و(البائسون ،، البائسين ،، بُؤَّس ،، بُؤًس) جمع ل(بائس)، وهو مَن أصابه فقر وحاجة.
والمعاجم اللغوية المعتمدة في اللغة تؤيد القول المتقدّم مثل قاموس المحيط ولسان العرب ومقياس اللغة وغيرها.
وهناك مَن يجوّز أن تجمع كلمة (بائس) بمعنى فقير على (بُؤساء)، وقال عنه هو استعمال فصيح، لأنّه يجوز جمع (فاعِل) على (فُعلاء) . قياسا إذا دلّ على غريزة أو سجية مثل (عَاقِل عُقلَاء)، أو ما يشبه الغريزة أو السجية في الدوام وطول البقاء : مثل (بائِس وبُؤساء). التي أقرّها المجمع اللغوي المصري في دورته الثامنة عشرة، وقد جاء هذا الجمع في المعاجم الحديثة مثل (المنجد).
وناقش بعضهم هذا القول…
لا نزاع في أنّ بعض الاسماء على وزن (فاعِل) تجمع على وزن (فُعلاء). مثل (شاعِر شُعراء)، لأنّه مسموع عن العرب، وإنّما النزاع : هل يجوز أن نجمع (فاعِل) على (فُعلاء) قياسا على المسموع ؟؟؟
يعني إذا ورد عن العرب كلمة على وزن (فاعِل)، ولم تجمعها على (فُعلاء). فهل يجوز لنا أن نجمعها على (فُعلاء) قياسا، وإن لم تسمع عن العرب ؟؟؟
هذا هو الذي فيه النزاع، والأكثرون على أنّه لايجوز… وقال العدناني في كتابه (معجم الأخطاء الشائعة) . ما نصه { يجمعون (بائس) على (بؤساء)، والصواب : بُؤْس، قال تأبّط شرا.
جمع (بائِس) على (بؤُسَاء) في الشعر العربي
قد ضقْتُ مِن حبّها ما لا يضيقُنِي
حتّى عُددْتُ مِن البُؤسَ المساكين
وقد أخطأ حافظ إبراهيم عندما ترجم كتاب فيكتور هوجر، ووضع (البؤساء) عنوانا له.
وماعلى مَن يُفلتُ جمع التكسير (بُؤس) من ذاكرته، إلّا أن يجمع اسم الفاعل (بائس) جمعَ مذكرٍ سالما (بائسون أو بائسين). وجاء في اللسان في مادة (أسف) جمع (بائس) على (بُؤَّس)، في بيت أنشده ابن برّي.
ترى صواه قيّما وجلّسا كما رأيت الأُسفا والبُؤَّسا
امّا (البؤساء) فهي جمع (بئيس)، والبئيس هو : الشجاع القويّ، وقد روى الصحاح واللسان والتاج عن أبي زيد، في كتابه (الهمز) . قوله : فهو بَئِيس على فَعِيل، أي شجاع .
https://bsthalk.blogspot.com/2020/04/blog-post_16.html