إعراب و تفسير سورة البقرة. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165) تفسير سورة البقرة
إعراب و تفسير سورة البقرة. ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله. تفسير سورة البقرة
⬤ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ: الواو: استئنافية.
من الناس: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم.
من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
⬤ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ: يتخذ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
وجملة «يَتَّخِذُ» صلة الموصول أما الجار والمجرور «مِنْ دُونِ» فهو في محل نصب حال لأنه متعلق بصفة مقدمة لأندادا.
الله: مضاف اليه مجرور على التعظيم.
⬤ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ: أي نظراء: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
يحبونهم: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة الجمع.
وجملة «يُحِبُّونَهُمْ» في محل نصب صفة للموصوف «أَنْداداً» وجاءت «يُحِبُّونَهُمْ» على المعنى.
⬤ كَحُبِّ اللَّهِ: الكاف: حرف تشبيه وهو حرف جر.
حب: اسم مجرور بالكاف وعلامة جرّه: الكسرة ويجوز أن تعرب الكاف: اسما بمعنى «مثل» منبيا على الفتح في محل نصب نائبا عن المصدر والتقدير: يحبونهم حبا مثل حب الله.
الله اسم الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة.
⬤ وَالَّذِينَ آمَنُوا: الواو: استئنافية.
الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
آمنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
⬤ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ: أشد: خبر المبتدأ «الَّذِينَ» مرفوع بالضمة.
حبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
اللام: حرف جر.
الله لفظ الجلالة: اسم مجرور للتعظيم باللام وعلامة الجر الكسرة والجار والمجرور متعلق بحبا.
واللام للتبيين سبقها مصدر.
⬤ وَلَوْ يَرَى: الواو: استئنافية.
لو: حرف شرط غير جازم.
وهو حرف امتناع لامتناع أي أنّ جوابها ممتنع.
يرى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
⬤ الَّذِينَ ظَلَمُوا: الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
ظلموا: تعرب إعراب «آمَنُوا» وهي صلة الموصول.
⬤ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ: ظرف زمان متعلق بيرى: مبني على السكون في محل نصب وهي بمعنى «حين» تفيد المستقبل.
يرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة.
والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
وجملة «يَرَوْنَ» في محل جر بالاضافة لوقوعها بعد الظرف «إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ» بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «يرى».
العذاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وجواب الشرط محذوف اختصارا بتقدير لعلموا.
⬤ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً: أنّ: حرف مشبه بالفعل يفيد التوكيد.
القوة: اسم «أَنَّ» منصوب بالفتحة اللام: حرف جرّ.
الله اسم الجلالة: اسم مجرور للتعظيم باللام وعلامة الجر: الكسرة.
جميعا: حال منصوب بالفتحة وشبه الجملة «لِلَّهِ» متعلق بخبر «أَنَّ» و «أَنَّ» وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب بفعل يفسره ما قبله.
⬤ وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ: الواو: عاطفة.
أن الله: معطوفة على «أَنَّ الْقُوَّةَ» وتعرب إعرابها.
شديد: خبر «أَنَّ» مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
العذاب: مضاف اليه مجرور علامة جرّه: الكسرة.
تفسير سورة البقرة. ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله. تفسير سورة البقرة
تفسير سورة البقرة﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ [تفسير سورة البقرة(165)]
تفسير سورة البقرة
يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة ، حيث جعلوا [ له ] أندادا ، أي : أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه ، وهو الله لا إله إلا هو ، ولا ضد له ولا ند له ، ولا شريك معه . وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " .
تفسير سورة البقرة ابن كثير . ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله. تفسير سورة البقرة
وقوله : ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) ولحبهم لله وتمام معرفتهم به ، وتوقيرهم وتوحيدهم له ، لا يشركون به شيئا ، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ، ويلجئون في جميع أمورهم إليه . ثم توعد تعالى المشركين به ، الظالمين لأنفسهم بذلك فقال : ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا ) .
قال بعضهم : تقدير الكلام : لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة لله جميعا ، أي : إن الحكم له وحده لا شريك له ، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه ( وأن الله شديد العذاب ).
كما قال : ( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد ) [ الفجر : 25 ، 26 ] يقول : لو علموا ما يعاينونه هنالك ، وما يحل بهم من الأمر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم ، لانتهوا عما هم فيه من الضلال .