إعراب و تفسير سورة البقرة اعراب وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (191)
تفسير سورة البقرة
إعراب اية واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرحوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل تفسير سورة البقرة
⬤ وَاقْتُلُوهُمْ: الواو: عاطفة.
اقتلوا: معطوفة على قاتلوا في بداية الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها.
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم: علامة جمع الذكور.
⬤ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ: حيث: اسم مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق باقتلوهم وهو مضاف.
ثقفتموهم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.
التاء: ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم: علامة جمع الذكور والواو: تدل على أن الميم للجمع ولاشباع الميم.
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم: علامة جمع الذكور وجملة «ثَقِفْتُمُوهُمْ» في محل جر بالاضافة بمعنى صادفتموهم.
⬤ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ: الواو: حرف عطف.
أخرجوهم: معطوفة على «اقْتُلُوهُمْ» وتعرب إعرابها من: حرف جر.
حيث: اسم مبني على الضم في محل جر بمن.
والجار والمجرور متعلق بجملة «أَخْرِجُوهُمْ».
⬤ أَخْرَجُوكُمْ: فعل مضارع مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم: علامة الجمع.
وجملة" أخرجوكم" في محل جر بالاضافة.
⬤ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ: الواو: استئنافية.
الفتنة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
أشد: خبر مرفوع بالضمة والكلمة ممنوعة من الصرف لأنها على وزن «أفعل» من القتل: جار ومجرور متعلق بأشد.
⬤ وَلا تُقاتِلُوهُمْ: الواو: عاطفة.
لا: ناهية جازمة.
تقاتلوهم: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه: حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
إعراب قوله تعالى واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرحوهم من حيث أخرجوكم
⬤ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ: ظرف مكان متعلق بتقاتلوا منصوب بالفتحة وهو مضاف.
المسجد: مضاف اليه مجرور بالكسرة.
الحرام: صفة للمسجد مجرور مثله بالكسرة الظاهرة في آخره.
⬤ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ: حتى: حرف غاية وجر.
يقاتلوكم: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حَتَّى» وعلامة نصبه: حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
والميم: علامة جمع الذكور.
«أن المضمرة وما بعدها» بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بتقاتلوا.
فيه: جار ومجرور متعلق بيقاتلون.
وجملة «يُقاتِلُوكُمْ» صلة «أن» المضمرة لا محل لها.
واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرحوهم من حيث أخرجوكم اعراب
⬤ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ: الفاء: استئنافية.
إن: أداة شرط جازمة.
قاتلوكم: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة في محل جزم لأنه فعل الشرط.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
والميم: علامة جمع الذكور.
⬤ فَاقْتُلُوهُمْ: الفاء: رابطة لجواب الشرط.
اقتلوهم: تعرب اعراب «أَخْرِجُوهُمْ» وجملة «اقتلوهم» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.
⬤ كَذلِكَ: الكاف: بمعنى «مثل» مبني على الفتح محل رفع مبتدأ.
ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
اللام: للبعد والكاف للخطاب.
⬤ جَزاءُ الْكافِرِينَ: جزاء: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو مرفوع بالضمة وهو مضاف.
الكافرين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جرّه: الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون: عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الاسمية" هو جزاء الكافرين" في محل رفع خبر المبتدأ «الكاف» في كذلك.
تفسير سورة البقرة واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرحوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل
تفسير سورة البقرة ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾ [تفسير سورة البقرة(191)].
قال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) قال : هذه أول آية نزلت في القتال بالمدينة ، فلما نزلت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتله ، ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم حتى قال : هذه منسوخة بقوله : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) [ التوبة : 5 ] وفي هذا نظر ; لأن قوله : ( الذين يقاتلونكم ) إنما هو تهييج وإغراء بالأعداء الذين همتهم قتال الإسلام وأهله .
أي : كما يقاتلونكم فقاتلوهم أنتم ، كما قال : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) [ التوبة : 36 ] ; ولهذا قال في هذه الآية : ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) أي : لتكن همتكم منبعثة على قتالهم ، كما أن همتهم منبعثة على قتالكم ، وعلى إخراجهم من بلادهم التي أخرجوكم منها ، قصاصا .
وقد حكي عن أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، أن أول آية نزلت في القتال بعد الهجرة ، ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ) الآية [ الحج : 39 ] وهو الأشهر وبه ورد الحديث .
وقوله : ( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) أي : قاتلوا في سبيل الله ولا تعتدوا في ذلك ويدخل في ذلك ارتكاب المناهي كما قاله الحسن البصري من المثلة ، والغلول ، وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال فيهم ، والرهبان وأصحاب الصوامع .
وتحريق الأشجار وقتل الحيوان لغير مصلحة ، كما قال ذلك ابن عباس ، وعمر بن عبد العزيز ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم . ولهذا جاء في صحيح مسلم ، عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، ولا أصحاب الصوامع " . رواه الإمام أحمد .
وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال : " اخرجوا بسم الله ، قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله ، لا تغدروا ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع " . رواه الإمام أحمد .
ولأبي داود ، عن أنس مرفوعا ، نحوه . وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : وجدت امرأة في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة ، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان .
وقال الإمام أحمد : حدثنا مصعب بن سلام ، حدثنا الأجلح ، عن قيس بن أبي مسلم ، عن ربعي بن حراش ، قال : سمعت حذيفة يقول : ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثالا واحدا ، وثلاثة ، وخمسة ، وسبعة ، وتسعة ، وأحد عشر ، فضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مثلا وترك سائرها ، قال : " إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة ، قاتلهم أهل تجبر وعداء ، فأظهر الله أهل الضعف عليهم ، فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم وسلطوهم فأسخطوا الله عليهم إلى يوم يلقونه " .
هذا حديث حسن الإسناد . ومعناه : أن هؤلاء الضعفاء لما قدروا على الأقوياء ، فاعتدوا عليهم واستعملوهم فيما لا يليق بهم ، أسخطوا الله عليهم بسبب هذا الاعتداء . والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جدا .
تفسير سورة البقرة ابن كثير واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرحوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل تفسير سورة البقرة
تفسير سورة البقرة
ولما كان الجهاد فيه إزهاق النفوس وقتل الرجال ، نبه تعالى على أن ما هم مشتملون عليه من الكفر بالله والشرك به والصد عن سبيله أبلغ وأشد وأعظم وأطم من القتل ; ولهذا قال : ( والفتنة أشد من القتل ) قال أبو مالك : أي : ما أنتم مقيمون عليه أكبر من القتل .
وقال أبو العالية ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، والربيع بن أنس في قوله : ( والفتنة أشد من القتل ) يقول : الشرك أشد من القتل .
وقوله : ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام ) كما جاء في الصحيحين : " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار ، وإنها ساعتي هذه ، حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شجره ، ولا يختلى خلاه . فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم " .
يعني بذلك صلوات الله وسلامه عليه قتاله أهلها يوم فتح مكة ، فإنه فتحها عنوة ، وقتلت رجال منهم عند الخندمة ، وقيل : صلحا ; لقوله : من أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن .
[ وقد حكى القرطبي : أن النهي عن القتال عند المسجد الحرام منسوخ . قال قتادة : نسخها قوله : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم ) [ التوبة : 5 ] . قال مقاتل بن حيان : نسخها قوله : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) وفي هذا نظر ] .
وقوله : ( حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين ) يقول تعالى : لا تقاتلوهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدأوكم بالقتال فيه ، فلكم حينئذ قتالهم وقتلهم دفعا للصيال كما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم الحديبية تحت الشجرة على القتال ، لما تألبت عليه بطون قريش ومن والاهم من أحياء ثقيف والأحابيش عامئذ ، ثم كف الله القتال بينهم فقال : ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ) [ الفتح : 24 ] ، ، وقال : ( ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ) [ الفتح : 25 ] .