إعراب و تفسير سورة البقرة. وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)
⬤ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا: الواو: استئنافية.
مثل: مبتدأ مرفوع بالضمة.
ولا بد من مضاف له محذوف تقديره ومثل داعي الذين كفروا أو ومثل الذين كفروا كبهائم الذين ينعق.
الذين: إسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه.
كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
والألف: فارقة.
وجملة «كَفَرُوا» صلة الموصول لا محل لها.
⬤ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ: الكاف: حرف تشبيه وجر.
مثل: اسم مجرور بالكاف وعلامة جرّه الكسرة.
والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ «مَثَلُ» الاولى.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
ينعق: فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو وجملة «يَنْعِقُ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
⬤ بِما لا يَسْمَعُ: جار ومجرور متعلق بينعق.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء.
لا: نافية لا عمل لها.
يسمع: فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة «لا يسمع» صلة الموصول.
⬤ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً: إلّا: أداة حصر.
دعاء: مفعول به منصوب بالفتحة.
الواو: عاطفة نداء: معطوف على «دُعاءً» منصوب مثله.
⬤ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ: صم: خبر مبتدأ محذوف تقديره هم مرفوع بالضمة.
بكم عمي: خبران آخران للمبتدأ مرفوعان بالضمة.
⬤ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ: الفاء: استئنافية.
وهم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ لا: نافية لا عمل لها.
يعقلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
وجملة «لا يَعْقِلُونَ» في محل رفع خبر المبتدأ «هم».
إعراب و تفسير سورة البقرة . وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [سورة البقرة(171)]
ثم ضرب لهم تعالى مثلا كما قال تعالى : ( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ) [ النحل : 60 ] فقال : ( ومثل الذين كفروا ) أي : فيما هم فيه من الغي والضلال والجهل كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها ، بل إذا نعق بها راعيها ، أي : دعاها إلى ما يرشدها ، لا تفقه ما يقول ولا تفهمه ، بل إنما تسمع صوته فقط .
هكذا روي عن ابن عباس ، وأبي العالية ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، والحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني والربيع بن أنس ، نحو هذا .
تفسير سورة البقرة ابن كثير وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
وقيل : إنما هذا مثل ضرب لهم في دعائهم الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئا ، اختاره ابن جرير ، والأول أولى ; لأن الأصنام لا تسمع شيئا ولا تعقله ولا تبصره ، ولا بطش لها ولا حياة فيها . وقوله : ( صم بكم عمي ) أي : صم عن سماع الحق ، بكم لا يتفوهون به ، عمي عن رؤية طريقه ومسلكه ( فهم لا يعقلون ) أي : لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه ، كما قال تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ) [ الأنعام : 39 ] .