إعراب و تفسير سورة البقرة. وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) تفسير سورة البقرة
إعراب ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتاكلوا أموال الناس بالاثم وانتم تعلمون
⬤ وَلا تَأْكُلُوا: الواو حرف عطف.
لا: ناهية جازمة.
تأكلوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
⬤ أَمْوالَكُمْ: مفعول به منصوب بالفتحة الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم: علامة جمع الذكور.
⬤ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ: ظرف مكان متعلق بتأكلوا منصوب بالفتحة والكاف: ضمير متصل في محل جر بالاضافة والميم علامة الجمع.
بالباطل: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المخاطبين.
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام اعراب
⬤ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ: وتدلوا: معطوفة بالواو على «لا تَأْكُلُوا» وتعرب اعرابها.
بها: جار ومجرور متعلق بتدلوا.
الى الحكام: جار ومجرور متعلق بتدلوا ويجوز ان يتعلق بحال من «الاموال» بمعنى ولا تلقوا بها مدفوعة الى الحكام.
⬤ لِتَأْكُلُوا: اللام: لام التعليل وهي حرف جر.
تأكلوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه: حذف النون لأنه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف: فارقة و «وأن المضمرة وما بعدها» بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بلا تدلوا ويجوز أن يكون «تُدْلُوا» منصوبا بأن مضمرة بعد الواو.
⬤ فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ: فريقا: أي قسما: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
من أموال: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فَرِيقاً».
الناس: مضاف اليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
إعراب قوله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام
⬤ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ: بالإثم: تعرب اعراب «بِالْباطِلِ» الواو: حالية.
أنتم: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
تعلمون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
والجملة الفعلية «تَعْلَمُونَ» في محل رفع خبر المبتدأ «أَنْتُمْ» والجملة الاسمية «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» في محل نصب حال.
إعراب و تفسير سورة البقرة ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتداول بها إلي الحكام
تفسير سورة البقرة ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [سورة البقرة(188)] تفسير سورة البقرة
قال علي ابن أبي طلحة ، وعن ابن عباس : هذا في الرجل يكون عليه مال ، وليس عليه فيه بينة ، فيجحد المال ويخاصم إلى الحكام ، وهو يعرف أن الحق عليه ، وهو يعلم أنه آثم آكل حرام .
وكذا روي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، ومقاتل بن حيان ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنهم قالوا : لا تخاصم وأنت تعلم أنك ظالم . وقد ورد في الصحيحين عن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا إنما أنا بشر ، وإنما يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له ، فمن قضيت له بحق مسلم ، فإنما هي قطعة من نار ، فليحملها ، أو ليذرها " .
فدلت هذه الآية الكريمة ، وهذا الحديث على أن حكم الحاكم لا يغير الشيء في نفس الأمر ، فلا يحل في نفس الأمر حراما هو حرام ، ولا يحرم حلالا هو حلال ، وإنما هو يلزم في الظاهر ، فإن طابق في نفس الأمر فذاك ، وإلا فللحاكم أجره وعلى المحتال وزره .
ولهذا قال تعالى : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا ) [ أي : طائفة ] ( من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) أي : تعلمون بطلان ما تدعونه وتروجون في كلامكم .
تفسير سورة البقرة ابن كثير اعراب ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتداول بها إلي الحكام تفسير سورة البقرة
قال قتادة : اعلم يا ابن آدم أن قضاء القاضي لا يحل لك حراما ، ولا يحق لك باطلا وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرى ويشهد به الشهود ، والقاضي بشر يخطئ ويصيب ، واعلموا أن من قضي له بباطل أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة ، فيقضي على المبطل للمحق بأجود مما قضي به للمبطل على المحق في الدنيا .
وقال أبو حنيفة : حكم الحاكم بطلاق الزوجة إذا شهد عنده شاهدا زور في نفس الأمر ، ولكنهما عدلان عنده يحلها للأزواج حتى للشاهدين ويحرمها على زوجها الذي حكم بطلاقها منه ، وقالوا : هذا كلعان المرأة ، إنه يبينها من زوجها ويحرمها عليه ، وإن كانت كاذبة في نفس الأمر ، ولو علم الحاكم بكذبها لحدها ولما حرمها وهذا أولى .
مسألة : قال القرطبي : أجمع أهل السنة على أن من أكل مالا حراما ولو ما يصدق عليه اسم المال أنه يفسق ، وقال بشر بن المعتمر في طائفة من المعتزلة : لا يفسق إلا بأكل مائتي درهم فما زاد ، ولا يفسق بما دون ذلك ، وقال الجبائي : يفسق بأكل درهم فما فوقه إلا بما دونه .