إعراب و تفسير سورة البقرة إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
إعراب اية إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر
في خلق: جار ومجرور.
السموات: مضاف اليه مجرور وعلامة جرّه: الكسرة.
وشبه الجملة الجار والمجرور «في السماوات
» متعلق بخبر «إِنَّ» المقدم.
الواو: حرف عطف.
الأرض: معطوف على «السَّماواتِ» مجرور مثلها بالكسرة.
إعراب قوله تعالى إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك
الليل والنهار: معطوفة على «خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» وتعرب إعرابها.
⬤ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ: الواو: عاطفة.
الفلك: معطوفة على «اللَّيْلِ» مجرور مثله بالكسرة.
التي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفلك.
تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.
في البحر: جار ومجرور متعلق بتجري.
وجملة «تَجْرِي» صلة الموصول.
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك اعراب
⬤ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ: جار ومجرور متعلق بتجري.
ما: اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون في محل جر بالباء.
ينفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة «يَنْفَعُ» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الناس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
إعراب وما أنزل الله من السماء من ماء فاحيا به الأرض
⬤ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ: معطوفة بالواو على «بِما» وتعرب إعرابها.
أنزل: فعل ماض مبني على الفتح.
الله: فاعل مرفوع للتعظيم لضمة.
من السماء: جار ومجرور متعلق بحال محذوف من «ما» وجملة «أَنْزَلَ اللَّهُ» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به.
التقدير: وما أنزله.
⬤ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا: تعرب إعراب «مِنَ السَّماءِ».
الفاء: عاطفة للتسبيب.
أحيا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
⬤ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها: جار ومجرور متعلق بأحيا.
الأرض: مفعول به منصوب بالفتحة.
بعد: ظرف زمان متعلق بأحيا منصوب على الظرفية بالفتحة.
موت: مضاف اليه مجرور بالكسرة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
⬤ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ: الواو عاطفة.
بثّ: فعل ماض مبني على الفتح معطوف على «أَنْزَلَ» أو على «أحيا» والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو.
فيها: جار ومجرور متعلق ببث.
من كل: جار ومجرور متعلق بمفعول «بَثَّ» المحذوف و «مِنَ» حرف جر زائد للتبعيض.
دابة: مضاف اليه مجرور بالكسرة و «مِنَ» في «مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ» تبعيضية أو بيانية.
إعراب إن في خلق السماوات والأرض
⬤ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ: الواو: عاطفة.
تصريف: معطوف على «السَّماءِ» مجرور مثلها بالكسرة.
الرياح: مضاف اليه مجرور بالكسرة الواو: عاطفة.
السحاب: معطوفة على «الرِّياحِ» مجرور مثلها بالكسرة.
⬤ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ: المسخر: صفة للسحاب مجرورة مثلها بالكسرة.
بين: ظرف مكان متعلق بالمسخر منصوب على الظرفية.
السماء: مضاف اليه مجرور وعلامة جرّه: الكسرة.
الواو: حرف عطف.
الأرض: معطوفة على «السَّماءِ» مجرورة وعلامة جره الكسرة.
⬤ لَآياتٍ لِقَوْمٍ: اللام لام التوكيد المزحلقة.
آيات: اسم «إن» المؤخر والواردة في مستهل الآية الكريمة.
منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
لقوم: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من آيات.
⬤ يَعْقِلُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة.
والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
وجملة «يَعْقِلُونَ» في محل جرّ صفة لقوم.
إعراب و تفسير سورة البقرة اعراب إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك
تفسير سورة البقرة﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [تفسير سورة البقرة(164)]
ثم ذكر الدليل على تفرده بالإلهية [ بتفرده ] بخلق السماوات والأرض وما فيهما ، وما بين ذلك مما ذرأ وبرأ من المخلوقات الدالة على وحدانيته . فقال : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) . تفسير سورة البقرة
يقول تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض ) تلك في [ لطافتها و ] ارتفاعها واتساعها وكواكبها السيارة والثوابت ودوران فلكها ، وهذه الأرض في [ كثافتها و ] انخفاضها وجبالها وبحارها وقفارها ووهادها وعمرانها وما فيها من المنافع ( واختلاف الليل والنهار ) هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه ، لا يتأخر عنه لحظة ، كما قال تعالى : ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) [ يس : 40 ] .
تفسير سورة البقرة ابن كثير. إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك. تفسير سورة البقرة
وتارة يطول هذا ويقصر هذا ، وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتقارضان ، كما قال تعالى : ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) [ الحج : 61 ] أي : يزيد من هذا في هذا ، ومن هذا في هذا ( والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ) .
أي : في تسخير البحر لحمل السفن من جانب إلى جانب لمعاش الناس ، والانتفاع بما عند أهل ذلك الإقليم ، ونقل هذا إلى هؤلاء وما عند أولئك إلى هؤلاء ( وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ) .
كما قال تعالى : ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) [ يس : 33 - 36 ] .
( وبث فيها من كل دابة ) أي : على اختلاف أشكالها وألوانها ومنافعها وصغرها وكبرها ، وهو يعلم ذلك كله ويرزقه لا يخفى عليه شيء من ذلك ، كما قال تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) [ هود : 6 ] ( وتصريف الرياح ) أي : تارة تأتي بالرحمة وتارة تأتي بالعذاب ، تارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب ، وتارة تسوقه ، وتارة تجمعه ، وتارة تفرقه ، وتارة تصرفه .
[ ثم تارة تأتي من الجنوب وهي الشامية ، وتارة تأتي من ناحية اليمن وتارة صبا ، وهي الشرقية التي تصدم وجه الكعبة ، وتارة دبور وهي غربية تفد من ناحية دبر الكعبة ، والرياح تسمى كلها بحسب مرورها على الكعبة . وقد صنف الناس في الرياح والمطر والأنواء كتبا كثيرة فيما يتعلق بلغاتها وأحكامها ، وبسط ذلك يطول هاهنا ، والله أعلم ] . ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) [ أي : سائر بين السماء والأرض ].
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك
يسخر إلى ما يشاء الله من الأراضي والأماكن ، كما يصرفه تعالى : ( لآيات لقوم يعقلون ) أي : في هذه الأشياء دلالات بينة على وحدانية الله تعالى ، كما قال تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) [ آل عمران : 190 ، 191 ] .
وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه : أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو سعيد الدشتكي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أتت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد إنما نريد أن تدعو ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ، فنشتري به الخيل والسلاح ، فنؤمن بك ونقاتل معك .
قال : " أوثقوا لي لئن دعوت ربي فجعل لكم الصفا ذهبا لتؤمنن بي " فأوثقوا له ، فدعا ربه ، فأتاه جبريل فقال : إن ربك قد أعطاهم الصفا ذهبا على أنهم إن لم يؤمنوا بك عذبهم عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين . قال محمد صلى الله عليه وسلم : " رب لا ، بل دعني وقومي فلأدعهم يوما بيوم " . فأنزل الله هذه الآية : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ) الآية .
ورواه ابن أبي حاتم من وجه آخر ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، به . وزاد في آخره : وكيف يسألونك عن الصفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم من الصفا .
وقال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، قال : نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) فقال كفار قريش بمكة : كيف يسع الناس إله واحد ؟ فأنزل الله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ) إلى قوله : ( لآيات لقوم يعقلون )
فبهذا يعلمون أنه إله واحد ، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء .
وقال وكيع : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن أبي الضحى قال : لما نزلت : ( وإلهكم إله واحد ) إلى آخر الآية ، قال المشركون : إن كان هكذا فليأتنا بآية . فأنزل الله عز وجل : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ) إلى قوله : ( يعقلون )
ورواه آدم بن أبي إياس ، عن أبي جعفر هو الرازي عن سعيد بن مسروق ، والد سفيان ، عن أبي الضحى ، به .