إعراب و تفسير سورة البقرة يسئلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) تفسير سورة البقرة
إعراب يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تاتوا البيوت من ظهورها
⬤ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ: يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
عن الأهلة: جار ومجرور متعلق بيسألونك وهي جمع «هلال».
⬤ قُلْ هِيَ: قل: فعل أمر مبني على السكون حذفت واوه لالتقاء الساكنين.
والفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
هي: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ.
⬤ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ: مواقيت: خبر «هِيَ» مرفوع بالضمة ولم ينون على الرغم من كونه «نكرة» لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعيل».
للناس: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من مواقيت.
والحج: معطوف بالواو على «الناس» مجرور وعلامة جره الكسرة.
والجملة الاسمية في محل نصب مفعول قل.
إعراب اية يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر
⬤ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ: الواو: استئنافية.
ليس: فعل ماض ناقص مبني على الفتح البرّ: اسم «لَيْسَ» مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
الباء: حرف جر أن مصدرية ناصبة.
⬤ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها: تأتوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه: حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف: فارقة.
البيوت: مفعول به منصوب وعلامة رفعه الفتحة.
من ظهورها: جار ومجرور متعلق بتأتوا «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة و «أن المصدرية وما تلاها» بتأويل مصدر «إتيانكم» في محل جر بالباء.
والجار والمجرور متعلق بخبر «لَيْسَ» بتقدير: ليس البرّ بتحرجكم من دخول الباب.
وجملة «تَأْتُوا» صلة «أن» المصدرية لا محل لها.
يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر اعراب
⬤ وَلكِنَّ الْبِرَّ: الواو: حرف استدراك.
لكن: حرف مشبه بالفعل.
البرّ: اسم «لكِنَّ» منصوب بالفتحة وخبرها محذوف تقديره: بر من اتقى.
⬤ مَنِ اتَّقى: من: إسم موصول مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل جر بالاضافة.
اتقى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو وجملة «اتَّقى» صلة الموصول لا محل لها وحذف مفعولها.
⬤ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها: الواو: استئنافية.
ائتوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
الواو: ضمير متصل في محل رفع الفاعل والالف: فارقة.
البيوت: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
من أبوابها: جار ومجرور متعلق بأتوا و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
إعراب قوله تعالى يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر
⬤ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ: الواو: حرف عطف.
اتقوا معطوفة على «أْتُوا» وتعرب اعرابها.
الله لفظ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة و «لعل» حرف مشبه بالفعل.
الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم: علامة جمع الذكور.
⬤ تُفْلِحُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.
والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تُفْلِحُونَ» في محل رفع خبر «لعل».
إعراب تفسير سورة البقرة يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تاتوا البيوت من ظهورها
تفسير سورة البقرة ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [تفسير سورة البقرة(189)].
قال العوفي عن ابن عباس : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة ، فنزلت هذه الآية : ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس [ والحج ] ) يعلمون بها حل دينهم ، وعدة نسائهم ، ووقت حجهم .
وقال أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : بلغنا أنهم قالوا : يا رسول الله ، لم خلقت الأهلة ؟ فأنزل الله ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس ) يقول : جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم ، وعدة نسائهم ، ومحل دينهم .
وكذا روي عن عطاء ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، والربيع بن أنس ، نحو ذلك .
وقال عبد الرزاق ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جعل الله الأهلة مواقيت للناس ، فصوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما " .
تفسير سورة البقرة ابن كثير يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تاتوا البيوت من ظهورها
ورواه الحاكم في مستدركه ، من حديث ابن أبي رواد ، به . وقال : كان ثقة عابدا مجتهدا شريف النسب ، فهو صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .
وقال محمد بن جابر ، عن قيس بن طلق ; عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جعل الله الأهلة ، فإذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة ثلاثين " . وكذا روي من حديث أبي هريرة ، ومن كلام علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه .
وقوله : ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ) قال البخاري : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره ، فأنزل الله ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ) .
وكذا رواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : كانت الأنصار إذا قدموا من سفر لم يدخل الرجل من قبل بابه ، فنزلت هذه الآية .
وقال الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر : كانت قريش تدعى الحمس ، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام ، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه ، وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري ، فقالوا : يا رسول الله ، إن قطبة بن عامر رجل تاجر وإنه خرج معك من الباب . فقال له : " ما حملك على ما صنعت ؟ ".
قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت . فقال : " إني [ رجل ] أحمس " . قال له : فإن ديني دينك . فأنزل الله ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ) رواه ابن أبي حاتم . ورواه العوفي عن ابن عباس بنحوه . وكذا روي عن مجاهد ، والزهري ، وقتادة ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، والربيع بن أنس .
وقال الحسن البصري : كان أقوام من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا وخرج من بيته يريد سفره الذي خرج له ، ثم بدا له بعد خروجه أن يقيم ويدع سفره ، لم يدخل البيت من بابه ، ولكن يتسوره من قبل ظهره ، فقال الله تعالى : ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها [ ولكن البر من اتقى ] ) الآية .
وقال محمد بن كعب : كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت ، فأنزل الله هذه الآية .
وقال عطاء بن أبي رباح : كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا منازلهم من ظهورها ويرون أن ذلك أدنى إلى البر ، فقال الله تعالى : ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ).
وقوله : ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ) أي : اتقوا الله فافعلوا ما أمركم به ، واتركوا ما نهاكم عنه ( لعلكم تفلحون ) غدا إذا وقفتم بين يديه ، فيجزيكم بأعمالكم على التمام ، والكمال