الصفة المشبهة
الصفة المشبهة في اللغة العربية |
إعراب الصفة المشبهة في اللغة العربية
الاشتقاق في اللغة العربية
- يُقال في تعريف الاشتقاق لغةً: اشتق الكلمة من الكلمة أي أخرجها منها.
تعريف الاشتقاق اصطلاحا
أمّا في الاصطلاح فهو أخذ كلمة أو أكثر من كلمة أخرى، ولا بدّ من توضيح أصل هذه الكلمات المشتقة في اللغة العربية.
راي البصريون والكوفيون في الاشتقاق
- والباحث في هذه الأصول يجد البصريين يقولون : إن الأصل في الاشتقاق هو المصدر ومنه تُشتق كل الكلمات، بينما يذهب الكوفيون إلى رأي معاكس وهو أن الفعل أساس الاشتقاق ومنه تُؤخذ الكلمات وتُشتَق.
أنواع الاشتقاق
ومن أنواع الاشتقاق في اللغة العربية: المشتقات التي تُستعمل بكثرة في الكتابة مثل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة .
المقصود بالصفة المشبهة في اللغة العربية
الصفة المشبهة باسم الفاعل إحدى أنواع المشتقات، وممّا يُذكر في كتب البلاغة في تعريفها أنها وصف يُشتَق من الفعل اللازم، وهي تدل على الوصف وصاحبه. ومن ناحية المعنى فإن الصفة المشبهة في اللغة العربية تفيد الدوام والثبوت.
وهذا يعني أنها غير مقيدة بزمان لأنها ثابتة لا تتغير بتغير الزمن. أم معنى اسمها؛ أيْ الصفة المشبهة، فالمقصود أنّها مشبهة باسم الفاعل، ولكن الفرق بينهما هو أنها تفيد ثبوت معناها لمن يتصف بها. أما اسم الفاعل فيفيد الحدوث والتجدد.
الصفة المشبهة من المشتقات
كل مشتق من المشتقات في اللغة العربية له وزنه الخاص به والذي يميزه من غيره من المشتقات. وعليه فإن الصفة المشبهة في اللغة العربية لها أوزانها التي تخصّها وتميزها من غيرها، وإن كانت أوزانها هي الأكثر بين المشتقات الأُخرى.
اوزان الصفة المشبهة
ولعل أشهر أوزانها المستعملة هي اثنا عشر وزنًا تندرج تحت ثلاثة أبواب، وهذه الأبواب قُسِّمت بناء على الفعل الذي اشتُقَت منه الصفة المشبّهة. وستُعرض أوزان الصفة المشبهة في اللغة العربية حسب الأبواب التي تندرج تحتها، وهي:
الباب الأول الصفة المشبهة في اللغة العربية
الباب الـأول : باب فَعِلَ، يفعَلُ: ويندرج تحت هذا الباب وزنان هما:
أ- أفعل مؤنثه فعلاء: مثل أحمر حمراء، وأعرج عرجاء، وأحور حوراء. وإن كلًا من صيغتي المذكر والمؤنث يُعدّ صفة مشبهة باسم الفاعل.
ب- فَعلان الذي مؤنثه فَعلى:مثل عَطشان، عَطشى، وثكلان ثَكلى.
الباب الثانـي : باب فعُل، يفعُل: ويندرج تحته أربعة أوزان للصفة المشبهة: فَعَل: مثل حَسَن، وبَطَل. فُعُل: مثل جُنُب واستعمال هذا الوزن قليل في اللغة. فُعال: مثل شُجاع، وفُرات. فَعَال: مثل جَبَان، وحَصَان أي امرأة حَصَانٌ فهي مُحصَنة أي عفيفة.
الباب الثالث - المشتركة بين البابين: ويندرج تحت هذا الباب ستة أوزان، وهي:
١) فَعْل: مثل عَذْبٌ، وضَخْم، وشهْمٌ.
٢)فِعْل: مثل مِلْحٌ، وصِفْرٌ.
٣) فُعْلٌ: مثل صُلْب، وحُرّ.
٤) فَعِلٌ: مثل نَجس، وسَلِس، وفَرِح.
٥) فعيل: مثل كريم، وبخيل، ورحيم، وجريء.
٦) فاعل: مثل صاحِب وطاهر.
أمثلة على الصفة المشبهة
بعد تعريف الصفة المشبهة، وعرض أوزانها وفق الأبواب التي تندرج تحتها هذه الأوزان. لا بد من المجيء بالشواهد المناسبة للأوزان المستعملة للصفة المشبهة في الشعر والنثر والقرآن، إذ إن الأوزان المذكورة سابقًا منها ما هو مستعمَل بكثرة.
ومنها ما هو مستعمَل بقلّة. وذلك حسب ما ورد في الشواهد الشعرية والنثرية، وحسب ما وجده علماء اللغة العربية في الدراسات التي أجروها. وفي الكتب التي ألّفوها في هذا المجال، ومن الشواهد على الصفة المشبهة:
شواهد على الصفة المشبهة في اللغة العربية
A- قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ}. الصفة المشبهة الواردة في هذه الآية هي كلمة: فَرِحٌ، وهي على وزن فَعِلٌ، وهو واحد من الأوزان التي ذُكرت في الفقرة السابقة.
أمثلة على الصفة المشبهة في القرآن الكريم
B- ورد في الآية الكريمة: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} كلمة غضبان في الآية السابقة هي من أوزان الصفة المشبهة، وهي من الباب الأول: فَعلان #مؤنثه فَعلى.
امثلة على الصفة المشبهة في الشعر
C- قول الشاعر عمر بن أبي ربيعة: هَيْفاءُ مُقْبِلَة ً عَجْزَاءُ مُدْبِرَة ً تخالها في ثياب العصب دينارا كلمة هيفاء، على وزن فعلاء. وهي مؤنث أهيف على وزن أفعل، وهذا الوزن هو واحد من أوزان الصفة المشبهة.
D- قال حسان بن ثابت: بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ في هذا البيت استعمل الشاعر أكثر من صفة مشبهة. الأولى هي بيضُ وهي جمع لأبيض مؤنثه بيضاء وهو من أوزان الصفة المشبهة، والثانية كلمة كريمة وهي مؤنث كريم على وزن فعيل.
عمل الصفة المشبهة
لما كانت الصفة المشبهة باسم الفاعل مشتقة من الفعل، ولما كانت مشبهة باسم الفاعل، فهذا يعني أنها تعمل عمل الفعل من رفع ونصب. والصفة المشبهة في اللغة العربية ترفع فاعلاً وتنصب معمولاً يُطلق عليه اسم الشبيه بالمفعول به.
وذلك لأنها مشتقة من الفعل اللازم، والفعل اللازم لا ينصب مفعولاً به، وممّا هو جدير بالذكر في هذا الموضع أن الصفة المشبهة. لا تنصب هذا الشبيه بالمفعول به إلا بشرط اعتمادها على شيءٍ قبلها يعود عليه المنصوب على أنه شبه المفعول به، سواءٌ أكانت مقرونةً بـ "ال" أم غير مقرونة. وذلك نحو: عليٌّ حسَنُ الرأيَ، وعليٌ الحسَنُ الرأيَ ، فـ "الرأي" منصوب على التشبيه بالمفعول به.
وإن الاسم الذي تعمل الصفة المشبهة باسم الفاعل في رفعه أو نصبه أو جره يُسمى معمول الصفة المشبهة، وهذا المعمول له أربعة أوجه:
١- أن يكون مرفوعًا على أنه فاعل للصفة المشبهة، نحو: زيدٌ حَسَنٌ كلامُهُ، أو حسنٌ الكلامُ، أو الحسنُ كلامُهُ. ٢- أن يكون منصوبًا على أنه شبيه بالمفعول به إن كان معرفةً، نحو: عليٌّ حسَنُ الرأيَ، وعليٌ الحسَنُ الرأيَ.
٣- أن يكون منصوبًا على أنه تمييز، إن كان نكرة، نحو: زيدٌ شجاعٌ قولًا، أو الشجاعُ قولًا.
٤- أن يكون مجرورًا على أنه مضاف إليه، نحو: زيادٌ شجاعُ القولِ، أو خالد الحسنُ الخلقِ، أو حسنُ خلقِ الأبِ.
#الفرق بين #الصفة #المشبهة #واسم #الفاعل
إن الصفة المشبهة في اللغة العربية وكما مر سابقًا أنها سُميت بهذا الاسم لأنها تشبه اسم الفاعل في بعض الأمور، إلا أنه ثمة اختلاف بين الصفة المشبهة باسم الفاعل وبين اسم الفاعل نفسه، وإن كانا يندرجان تحت عنوان المشتقات، ولكن هذا لا يعني تشابههما في كل شيء، ومن أبرز الفروق بينهما:
الصفة المشبهة باسم الفاعل تصاغ من الفعل الثلاثي اللازم.
أما اسم الفاعل فيصاغ من الفعل الثلاثي اللازم والمتعدي على حدٍ سواءَ، وقد ترد بعض الصفات المشبهة باسم الفاعل المشتقة من فعل ثلاثي متعدٍّ. ولكنها تكون تحت باب المشتقات السماعية وليست القياسية. كما قد ترد أحيانًا على وزن اسم الفاعل المشتق من فعل متعدٍ ولكن يكون المراد بها الثبوت الديمومة.
الصفة المشبهة باسم الفاعل
الصفة المشبهة باسم الفاعل لا تكون إلا للمعنى الدائم الملازم لصاحبها في كل الأزمنة، أي هي تفيد الثبوت، مثل: أمجد كريم الخلق. فكريم صفة لخلق أمجد، تلازمه على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل، أما اسم الفاعل فلا يدل على الثبوت والديمومة وإنما يكون مرتبطًا بزمان ما سواء كان ماضيًا أم حاضرًا أم مستقبلًا. لا يتقدم منصوب الصفة المشبهة باسم الفاعل عليها، في حين قد يتقدم منصوب اسم الفاعل عليه. يجوز في الصفة المشبهة باسم الفاعل أن تُضافَ إلى فاعلها، مثل قولهم: فلان كريم خلقُه، فلانٌ كريمُ الخلقِ وهذا مستحسن. أما اسم الفاعل فلا تجوز إضافته إلى فاعله، مثل قولهم: مصيبٌ سهمُه الهدفَ، لا يمكن تبديلها بـ: مصيبُ السهمِ الهدفَ.
https://www.et3lom.com/2022/01/blog-post_04.html