📁 آخر الأخبار

اختبار رقم 15 بلاغة

اختبار بلاغة 

(١-٢) أنواع الجناس المعنوي

الجناس المعنوي نوعان: جناس إضمار وجناس إشارة.
(أ)ﻓ «جناس الإضمار» أن يأتي بلفظ يُحْضِرُ في ذهنك لفظًا آخر، وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السِّياق







(١-٢) أنواع الجناس المعنوي

الجناس المعنوي نوعان: جناس إضمار وجناس إشارة.
(أ)ﻓ «جناس الإضمار» أن يأتي بلفظ يُحْضِرُ في ذهنك لفظًا آخر، وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السِّياق، مثل قوله:
«مُنعَّم» الجسم تحكي الماء رقته وقلبه «قسوة» يحكي أبا أوس
و«أوس» شاعر مشهور من شعراء العرب، واسم أبيه حجر، فلفظ أبي «أوس» يحضر في الذِّهن اسمه، وهو «حجر» وهو غير مراد، وإنما المراد الحجر المعلوم. وكان هذا النوع في مبدئه مستنكرًا، ولكنَّ المتأخرين ولعوا به، وقالوا منه كثيرًا، فمن ذلك قول البهاء زهير:

وجاهل طال به عنائي لازمني وذاك من شقائي
أبغض للعين من الأقذاء أثقل من شماتة الأعداء
فهو إذا رأته عين الرائي أبو معاذ أو أخو الخنساء
(ب)و«جناس الإشارة» هو ما ذُكر فيه أحد الركنين، وأُشير للآخر بما يدل عليه؛ وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به، نحو:
يا «حمزة» اسمح بوصل وامنن علينا بقرب
في ثغرك اسمك أضحى مصحَّفًا وبقلبي
فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين وهو «حمزة»، وأشار إلى الجناس فيه بأن مصحفه في ثغره؛ أي: «خمرة» وفي قلبه أي: «جمرة».

وبعدُ: فاعلم أنه لا يُستحسن الجناس، ولا يعد من أسباب الحسن — إلا إذا جاء عفوًا، وسمح به الطبع من غير تكلف؛ حتى لا يكون من أسباب ضعف القول وانحطاطه، وتعرض قائله للسخرية والاستهزاء.

(٢) التصحيف

التصحيف: هو التشابه في الخط بين كلمتين فأكثر، بحيث لو أُزيل أو غُيرت نُقط كلمة كانت عين الثانية، نحو: «التخلي، ثم التحلي، ثم التجلي».

(٣) الازدواج

الازدواج: هو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: «مَنْ جَدَّ وَجَدَ، ومن لَجَّ ولج».

(٤) السجع

السجع: هو توافق الفاصلتين٤ في الحرف الأخير من «النثر»، وأفضله ما تساوت فِقَرُهُ، وهو ثلاثة أقسام:
أولها: «السجع المطرَّف»؛ وهو ما اختلفت فاصلتاه في الوزن، واتفقتا في التقفية، نحو قوله تعالى: مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا. ونحو قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا.
ثانيها: «السجع المرصَّع»؛ وهو ما اتفقت فيه ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثرها في الوزن والتقفية، مثل قول الحريري: «هو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه.»٥ ومثل قول الهمذاني: «إن بعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا.»
ثالثها: «السجع المتوازي»؛ وهو ما اتفقت فيه الفقرتان في الوزن والتقفية، نحو قوله تعالى: فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ لاختلاف سرر وأكواب وزنًا وتقفية.
ونحو قوله تعالى: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا لاختلاف المرسلات والعاصفات وزنًا فقط، ونحو: «حسد الناطق والصامت، وهلك الحاسد والشامت» لاختلاف ما عدا الصامت والشامت تقفيةً فقط.

والأسجاع مبنية على سكون أواخرها، وأحسن السجع ما تساوت فقره، نحو قوله تعالى: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، ثم ما طالت فقرته الثانية، نحو قوله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، ثم ما طالت ثالثته، نحو قوله تعالى: النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ولا يحسن عكسه؛ لأن السامع ينتظر إلى مقدار الأول، فإذا انقطع دونه أشبه العِثار.٦ ولا يحسن السجع إلا إذا كانت المفردات رشيقة، والألفاظ خدم المعاني، ودلت كل من القرينتين على معنًى غير ما دلت عليه الأخرى، وحينئذ يكون حلية ظاهرة في الكلام.
والسجع موطنه النثر، وقد يجيء في الشعر نادرًا، مثل قوله:

فنحن في جزل والروم في وجل
والبر في شُغل والبحر في خجل
ولا يُستحسن السجع أيضًا إلا إذا جاء عفوًا، خاليًا من التكلف والتصنع؛ ومن ثم لا تجد لبليغ كلامًا يخلو منه، كما لا تخلو منه سورة وإن قصرت.

(٥) الموازنة

الموازنة: هي تساوي الفاصلتين في الوزن دون التقفية، نحو قوله تعالى: وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ فإن مصفوفة ومبثوثة متَّفقتان في الوزن دون التقفية.

ونحو قول الشاعر:

أفاد فساد وقاد فزاد وساد فجاد وعاد فأفضل

(٦) الترصيع

التَّرصيع: هو توازن الألفاظ مع توافق الأعجاز أو تقاربها.

مثال التوافق: نحو قوله عز وجل: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ.

ومثال التقارب نحو قوله سبحانه: وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.

(٧) التشريع

التشريع: هو بناء البيت على قافيين، يصح المعنى عند الوقوف على كلٍّ منها كقول الشاعر:

يا خاطب الدنيا الدنيَّة إنها شرَكُ الرَّدى وقرارة الأقذار
دارٌ متى ما أضحكت في يومها أبكت غدًا تبًّا لها من دار
وإذا أظلَّ سحابها لم ينتفع منه صدًى لجهامه الغرَّار
غاراتها لا تنقضي وأسيرها لا يُفتدَى بجلائل الأخطار
فتكون هذه الأبيات من «بحر الكامل»، ويصح أيضًا الوقوف على «الرَّدَى وغدَا وصدَى، ويفتدى» وتكون إذًا من «مجزوء الكامل» وتُقرأ هكذا:

يا خاطب الدنيا الدَّنيَّـ ـة إنها شرك الرَّدَى
دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غدَا
وإذا أظل سحابها لم ينتفع منه صدى
غاراتها لا تنقضي وأسيرُها لا يُفتدى
وكقوله:

يا أيها الملك الذي عمَّ الورى ما في الكرام له نظير يُنظر
لو كان مثلك آخر في عصرنا ما كان في الدنيا فقير مُعسر
إذ يمكن أن يقال أيضًا في هذين البيتين:

يا أيها الملك الذي ما في الكرام له نظير
لو كان مثلك آخر ما كان في الدنيا فقير

(٨) لزوم ما لا يلزم

لزوم ما لا يلزم: هو أن يجيء قبل حرف الرَّويِّ أو ما في معناه من الفاصلة بما ليس بلازم في التقفية، ويُلتزم في بيتين أو أكثر من «النظم» أو في فاصلتين أو أكثر من «النثر»، نحو قوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ.

وكقول الطُّغرائي في أول لاميته المشهورة:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل
وكقوله:

يا محرقًا بالنَّار وجه محبِّه مهلًا فإنَّ مدامعي تطفيه
احرق بها جسدي وكل جوارحي واحرص على قلبي فإنَّك فيه
وقد يُلتزم أكثر من حرف، مثل قوله:

كُلْ واشرب الناس على خِبرة فهم يمرُّون ولا يُعذَّبون
ولا تُصدِّقهم إذا حدثوا فإنهم من عهدهم يكذبون

(٩) رد العجز على الصدر

(أ) ردُّ العجز على الصدر «في النثر»: هو أن يُجعل أحد اللفظين المكررين، أو المتجانسين، أو الملحقين بهما (بأن جمعهما اشتقاق أو شبهه) في أول الفقرة، ثم تُعاد في آخرها، مثل قوله تعالى: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ، وقولك: «سائلُ» اللئيم يرجع ودمعه «سائل».
فسائل الأول من السؤال، وسائل الثاني من السَّيلان.

ونحو قوله سبحانه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا.
واللذان يجمعهما شبه اشتقاق، نحو قوله عز وجل: قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ.
(ب) رد العجز على الصدر «في النظم»: هو أن يكون أحدهما في آخر البيت، والآخر يكون:
إما في صدر المصراع الأول، أو في حشوه، أو في آخره.٧
وإما في صدر المصراع الثاني، نحو قوله:

سريع إلى ابن العم يلطم وجهه وليس إلى داعي النَّدى بسريعِ
وقوله:

تمتع من شميم عرار نجدٍ فما بعد العشيَّة من عرار
وقوله:

ذوائب سود كالعناقد أُرسلت فمن أجلها منَّا النفوس ذوائب

(١٠) ما لا يستحيل بالانعكاس

ما لا يستحيل بالانعكاس: هو كون اللفظ يُقرأ طردًا وعكسًا، نحو: كن كما أمكنك، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ.

وكقوله:

مودته تدوم لكل هول وهل كل مودته تدوم

(١١) المواربة

المواربة: هي أن يجعل المتكلم كلامه بحيث يمكنه أن يُغيِّر معناه بتحريف أو تصحيف، أو غيرهما؛ ليسلم من المؤاخذة، كقول أبي نواس:

لقد ضاع شعري على بابكم كما ضاع عِقدٌ على خالصه
فلما أنكر عليه «الرشيد» ذلك قال «أبو نواس»: لم أقل إلا:

لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقدٌ على خالصه

(١٢) ائتلاف اللفظ مع اللفظ

ائتلاف اللفظ مع اللفظ: هو كون ألفاظ العبارة من وادٍ واحد في الغرابة والتأمل، مثل قوله سبحانه: تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ.

لما أتى «بالتاء» التي هي أغرب حروف القسم أتى «بتفتأ» التي هي أغرب أفعال الاستمرار.

(١٣) التسميط

التسميط: هو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام، ثلاثة منها على سجع واحد، بخلاف قافية البيت كقول جنوب الهذلية:

وحربٍ وردْتَ وثغرٍ سَدَدْتَ وعِلْجٍ شَدَدْتَ عليه الحِبالا
وقوله:

في ثغوه لَعَسٌ في خده قَبَسٌ في قده مَيَسٌ في جسمه ترف

(١٤) الانسجام أو السهولة

الانسجام أو السهولة: هو سلامة الألفاظ، وسهولة المعاني، مع جزالتهما وتناسبهما، مثل قول الشاعر:

ما وهب الله لامرئ هبة أفضل من عقله ومن أدبهْ
هما كمال الفتى فإن فُقدا ففقده للحياة أليقُ بهْ
(١٥) الاكتفاء
الاكتفاء: هو أن يحذف الشاعر من البيت شيئًا يُستغنى عن ذكره بدلالة العقل عليه، مثل قول الشاعر:

فإنَّ المنيَّة من يخشها فسوف تُصادمه أينما
أي أينما توجَّهَ.٨

(١٦) التطريز

التطريز: هو أن يكون صدر النثر أو الشِّعر مشتملًا على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني، ويكون العجز صفة متكررة بلفظ واحد، كقول القائل:

وتسقيني وتشرب من رحيق خليق أن يُلقب بالخلوق
كأنَّ الكأس في يدها وفيها عقيق في عقيق في عقيق
نموذج
بيِّن ما في الأبيات الآتية من المحسِّنات اللفظية:

(١) عضنا الدهر بنابه ليت ما حل بنا به
(٢) إلى حتفي سعى قدمي أرى قدمي أراق دمي
(٣) لئن أخطأتُ في مدحيـ ـك ما أخطأتَ في منعي
لقد أنزلت حاجاتي بوادٍ غير ذي زرع
(٤) وفي الحديث: «اللهم أعطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وأَعْطِ مُمْسِكًا تلفًا.»

(٥) قد بُلينا في عصرنا بأناسٍ يظلمون الأنام ظلمًا عمَّا
يأكلون التُّراث أكلًا لمَّا ويحبون المال حبًّا جمَّا
(٦) وإن أقرَّ على رقٍّ أنامله أقر بالرق كُتَّاب الأنام له
(١) فيه جناس تام بين «بنابه» الأولى أحد أنياب الأسنان و«بنا به» الثانية المركبة من «بنا» و«به».

(٢) فيه جناس تام بين «أرى قدمي»؛ أي: أنظر قدمي، و«أراق دمي»؛ أي صب وأهدر دمي؛ أي قتلني بلا دية.

(٣) في الشطر الأخير من البيت الثاني اقتباس من الآية الكريمة: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ.

(٤) فيه سجع مرصع؛ لأن إحدى الفقرتين كالثانية في الوزن والتقفية.

(٥) في البيت الثاني اقتباس من القرآن الكريم من سورة الفجر: وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا.

(٦) فيه جناس تام بين أنامله والأنام له.

هوامش على الجناس

(١) ويقال له التجنيس، والتجانس، والمجانسة، ولا يستحسن إلا إذا ساعد اللفظ المعنى، ووازى مصنوعه مطبوعه، مع مراعاة النظير، وتمكن القرائن، فينبغي أن ترسل المعاني على سجيتها؛ ليكتسي من الألفاظ ما يزينها؛ حتى لا يكون التكلف في الجناس — مع مراعاة الالتئام — موقعًا صاحبه في قول من قال:
طبع المجنس فيه نوع قيادة أَوَما ترى تأليفه للأحرف
وبملاحظة ما قدمنا يكون فيه استدعاء لميل السامع والإصغاء إليه؛ لأن النفس تستحسن المكرر مع اختلاف معناه، ويأخذها نوع من الاستغراب.
وتلخيص القول في الجناس أنه نوعان: تام وغير تام.
فالتام: هو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة: نوع الحروف، وشكلها من الهيئة الحاصلة من الحركات والسكنات، وعددها، وترتيبها.
وغير التام: وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة، كقول الله تعالى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ.
وكقول الشاعر:
وسميَّته يَحيى ليَحيا فلم يكن إلى رد أمر الله فيه سبيل
وكقوله:
أشكو وأشكر فعله فاعجبْ لشاكٍ منه شاكر
طرْفي وطرْف النجم فيـ ـه كلاهما ساهٍ وساهر
وكقول ابن الفارض:
هلا نهاك عن لوم امرئ لم يلف غير منعم بشقاء
وكقوله:
لو زارنا طيف ذات الخيال أحيانا ونحن في حفر الأجداث أحيانا
وقول الخنساء:
إن البكاء هو الشفا ء من الجوى بين الجوانح
وقول المعري:
لم نلقَ غيرك إنسانًا يلاذ به فلا برحت لعين الدهر إنسانا
وقول الحريري:
لا أعطي زماني من يخفر ذمامي ولا أغرس الأيادي في أرض الأعادي
(٢) اعلم أن العبرة في المماثلة تكون بالنطق لا بالكتابة.
(٣) كقوله:
فيا دمع أنجِدني على ساكني نجد
وكقوله:
وإذا ما رياح جودك هبت صار قول العذول فيه هباء
وقول النابغة:
فيا لك من حزم وعز طواهما جديد الردى بين الصفا والصفائح
وقول البحتري:
نسيم الروض في ريح شمال وصوب المزن في راح شمول
وكقوله:
أراك فيمتلي قلبي سرورًا وأخشى أن تشط بك الديار
فجُرْ واهجُرْ، وصُدَّ ولا تَصِلْنِي رضيتُ بأن تجورَ وأنت جار
وكقوله:
من بحر جودك أغترف وبفضل علمك أعترف
وكقولهم: «خُلف الوعد خُلق الوَغْد.»
وكقول الحريري:
لهم في السَّير جَرْي السَّيْل وإلى الخير جَرْي الخيل
وكقول البستي:
بسيف الدولة اتسقت أمور رأيناها مبددة النظام
وكقول السُّبكي:
كن كيف شئت عن الهوى لا أنتهي حتى تعود لي الحياة وأنت هي
وكقوله:
خليلي إن قالت بثينة: ما له أتانا بلا وعد؟ فقولا لها: لها
أتى وهو مشغول لعظم الذي به ومن بات طول الليل يرعى السها، سها
بثينة تزري بالغزالة في الضحى إذا برزت لم تبق يومًا بها، بها
وكقوله:
سما وحمى بني سام وحام فليس كمثله سام حام
وقول أبي نواس:
عباس عباس إذا احتدم الوغى والفضل فضل والربيع ربيع
(٤) «الفاصلة» في النثر «كالقافية» في الشعر، والسجع خاص بالنثر.
(٥) ولو أبدل الأسماع بالآذان كان مثالًا للأكثر، وسُمي السجع سجعًا؛ تشبيهًا له بسجع الحمام، وفواصل الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز، موقوفًا عليها؛ لأن الغرض أن يزاوج بينها، ولا يتم ذلك إلا بالوقف.
(٦) يعني أنه لا يحسن أن يؤتى في السجع بفقرة أقصر مما قبلها كثيرًا؛ لأن السجع إذا استوفى أمده من الأولى لطولها، ثم جاءت الثانية أقصر منها، يكون كالشيء المبتور.
(٧) كقوله:
ومن كان بالبيض الكواعب مغرما فما زلت بالبيض القواضب مغرما
(٨) وكقوله:
ما للنوى ذنب ومن أهوى معي إن غاب عن إنسان عيني فهو في
وكقوله:
يا لائمي في هواها أفرطتَ في اللَّوْم جهلَا
ما يعلم الشوق إلا ولا الصبابة إلا
وكقوله:
ضلُّوا عن الماء لما أن سَرَوْا سَحَرًا قومي فظلوا حيارى يلهثون ظما
والله أكرمني بالماء بعدهمو فقلت يا ليت قومي يعلمون بما
وكقوله:
الدمع قاضٍ بافتضاحي في هوى ظبي يغار الغصن منه إذا مشى
وغدا بوجدي شاهد وأوشى بما أخفى فيالله من قاضٍ وشا
وكقوله:
لا أنتهي لا أنثني لا أرعوي ما دمت في قيد الحياة ولا إذا



تعليقات