الاشتغال في القرآن الكريم أمثلة
تمارين على باب الاشتغال
الاشتغال في النحو
تعريف الاشتغال لغة واصطلاحا
تلخيص باب الاشتغال
المنصوب على الاشتغال
|
أمثلة على الاشتغال في القرآن الكريم |
أمثلة على اسلوب الاشتغال في القرآن الكريم
أعرب (وكل شئ فصلناه تفصيلا)؟ -و: حرف عطف على جملة استئنافية - كل: مفعول به مقدم منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره المذكور بعده وهو مضاف - شيء: مضاف إليه - فصلناه: فعل ماض مبني على السكون والضمير نا في محل رفع فاعل والضمير (ه) عائد على المفعول به المقدم في محل نصب مفعول به - تفصيلا: مفعول مطلق. وجملة: و(فصلنا) كلّ شيء...) لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة: (فصلناه...) لا محل لها تفسيرية.
عندما تنشغلُ عن الصّلاة بلعبٍ أو لهوٍ، فأنتَ بذلك "مشغول"، والصلاةُ التي انشغلتَ عنها تُسمّى "مشغولٌ عنه" لأنّك نقلتَ اهتمامَك وارتباطَك إلى ما دونها، وأمّا اللعبُ فهو "مشغولٌ به".
(ولا تنسَ -باركَ الله بكَ- أنّ الصّلاةَ لا ينبغي أن تكون "مشغولاً عنه"، وهنا نتكلّم واقعاً وليس لغةً).
في اللغة العربية -كما هو معلومٌ بالضرورة- أنّ الفعلَ يتبعهُ فاعلٌ فمفعولٌ به إن كان الفعلُ "متعدّياً" -أي يقبلُ مفعولاً به-، على عكس الفعل "اللازم" الذي يكتفي بفاعلٍ ولا يحتاج لمفعولٍ به.
في بعض الأحيان، ولمناسبةٍ جماليةٍ في تكوين العبارة، يسبِقُ المفعولُ به الفغلَ فيأتي قبله ويتقدّمُ عليه، فبدلاً من قول "نسألُ اللهَ" نقول: "اللهَ نسألُ"، وللمعنى هنا أهميةٌ في التقديم والتأخير لا يتّسعُ المقام لذكرها.
تخيّل لو أنّنا قلنا: "اللهَ نسألُه"، فأضفنا ضمير الهاء العائدِ على لفظ الجلالةِ المعظّم! فما الذي يحصل؟
ضميرُ الهاء هنا في محلّ نصب مفعولٍ به، فشغَلَ الفعلَ "نسأل" عن المفعول به الأصلي الذي كان يسبقه -أي لفظ الجلالة-، فأصبح الفعلُ مشغولاً بالهاء الذي دخلت عليه عن المفعول به الذي أصبحَ مشغولاً عنه.
المشكلةُ هنا أنَّ المفعول به الأصلي أصبحَ اسماً منصوباً بلا فعلٍ ينصبه، فوجبَ علينا أن نقدّرَ له فعلاً محذوفاً ينصبُه عوضاً عن الفعل الذي تخلّى عنه.
قال تعالى: {{والجِبَالَ أرْسَاها}} (النّازعات: 32)، وقال أيضاً: {{وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا}} (الذاريات: 48)
"الجبال" و "الأرض" مفعولان بهما أصليان، فكان تقدير الكلام "والجبالَ أرسى" و "الأرضَ فرشنا"، فالمعنى هنا تامٌ والجملتان صحيحتان، والمفعولان تقدّما على فعلَيهما، ولكنّ الضمير "ها" دخل على الفعلَين فشغلهما عن مفعولَيهما كما أسلفنا.
قال تعالى: {{وَالقَمَرَ قَدّرْناهُ مَنَازِلَ}} (يس: 39)، تخيّلِ الآيةَ كالتالي: "وقدّرْنا القمرَ، قدّرْناهُ مَنازِلَ"، فحُذفَ الفعل "قدّرنا" الأول، واكتُفي بمفعوله "القمر"، ثمّ جاء الفعل "قدّرنا" الثاني والتصقت به هاء الضمير، فكان ذلك أسلوب الاشتغال، وكانت بلاغتُه في توكيد المعنى بإيرادِ الفعل مرّتَين، مرّةً حُذف وبقيَ ما يدلُّ عليه -أي المشغولُ عنه-، ومرّةً بقي متّصلاً بضمير -أي المشغولُ به-.
مناقشة على اسلوب الاشتغال
"وقدّرْنا القمرَ، قدّرْناهُ مَنازِلَ"
هل المقصود أن الفعل الذي يتعدّى لمفعولين أصله فعلين؟ أي أن جملة "قدرنا القمرَ منازلَ" حذف منها فعل وبقي الآخر؟
إن لم يكن كذلك فما فائدة تكرار الفعل؟ لم لا نقول "قدرنا القمر منازل" بطريقة مباشرة؟
وإن كان إيراد الفعل مرتين توكيداً المعنى، فلم حذف إذاً أحد الفعلين؟ أي لماذا التوكيد بتكرار الفعل ثم حذف أحدهما مجدداً؟
أرجو التوضيح عن أمثلة على الاشتغال في القرآن الكريم
حذفُ فعلٍ والإبقاءُ على الآخر ليس له علاقة بالتعدّي لمفعولَين! فأسلوب الاشتغال يأتي في حالة الفعل الذي يتعدّى لمفعولٍ واحدٍ ويأتي أيضاً في حالة الفعل الذي يتعدّى لمفعولَين.
(الفعل الذي يتعدّى لمفعولَين ينصبُ مفعولَين مختلفَين عن بعضهما).
في عبارة: "وقدّرْنا القمرَ، قدّرْناهُ مَنازِلَ" الفعل الأول نصبَ مفعولاً واحداً وهو "القمر"، أمّا الفعل الثاني فنصبَ مفعولَين أحدهما الضمير المتّصل الهاء، وهو -أي الضمير- يعود على "القمر" الذي يسبقه.
عبارة: "قدّرْنا القمرَ منازل" عبارة عادية لا تحوي معنى التوكيد إذا ما قورنت بعبارة "القمرَ قدَّرناه منازلَ"، فأولاً: تقديمُ المفعول به على الفعل يوحي بأهمية الأمر الذي يُتحدَّث عنه، لذلك تمّ تقديمه، وثانياً: اتّصالُ الضمير الهاء بالفعل يجعل التوكيد أشد على المفعول به "القمر"، لأنّ القمر قد نُصبَ بفعلٍ محذوف، ثمّ جاء الضمير الهاء وعاد عليه (تخيّل الأمر وكأنّك تشيرُ بكلتا يدَيك إلى شيءٍ واحد، فذلك أعظم دلالةً على توكيدك للنّاظرين بأن يتنبّهوا للشيء الذي تشيرُ إليه).
الفعل الأول المحذوف حُذف لأنّه قد وُجد في العبارة ما يدلُّ عليه، لذلك إن أتيتَ لإعراب كلمة "القمر" ستجدها: مفعول به منصوب لفعلٍ محذوف يفسّره المذكور، أي الفعلُ بعده وما اتّصل به من ضمير يعود على المفعول به.
لم أفهم بعد، هل جملة " قدرنا القمر، قدرناه منازل" هي أصل جملة "القمر قدرناه منازل"؟
لأنه إن كان كذلك فأين التقديم والتأخير إذاً؟ كما ذكرتَ، هما جملتان منفصلتان، حُذف الفعل من إحداهما لورودِه بالأخرى. لكن إن لم تكن الجملة الأولى أصلا للثانية فمن الواضح أن بالجملة تقديم للمفعول به، ولكن أيضاً إن كان كذلك، فلم يعرب الاسم كـ(مفعول به منصوب لفعل محذوف) وليس (مفعول به مقدم)؟
سؤال آخر، هل بالضرورة أن تلتزم الأفعال التي تتعدى لأكثر من مفعول بعدد المفاعيل؟ أم يمكن أن يتعدى فعل يمكنه التعدي لمفعولين لمفعول واحد أو فعل يمكنه التعدي لثلاثة مفاعيل لمفعولين أو مفعول واحد فقط؟
وأخيراً، ما هو معنى جملة "قدّرنا القمر"، بدون المفعول الثاني وهو "منازل"؟
--
أعطيكَ مثالاً آخر لقاعدةٍ أخرى من اللغة العربية لعلّ الصّورة تتّضح.
قال تعالى: {{أنْبِئونِي بِأسْمَاءِ هَؤلاءِ إنْ كُنْتُمْ صَادِقيْن}} (البقرة: 31)
هنا جوابُ الشرط محذوفٌ وجوباً، لأنّ "تقدير" الكلام أن نقول: "إنْ كنتم صادقين أنبئوني بأسماء هؤلاء"، ولكنّ الآية بدأت بالعبارة "أنبئوني بأسماء هؤلاء"، والتي هي جواب الشرط من ناحية المعنى، ولكن لا يمكننا أن نعتبرها جواباً للشرط من الناحية اللغوية لأنّ جواب الشرط لا يمكن أن يتقدّم على فعل الشرط.
وبالتالي فإنّنا نقدّر الأمور (بالحذف والإضافة والتقديم والتأخير ..) بهدف توضيح المعنى، ولذلك قدّرنا الفعل المحذوف في الآية {{والقمرَ قدّرناهُ منازل}}، لأنّ "القمرَ" اسمٌ منصوب بلا ناصب له.
وجواباً لسؤالك "لِمَ يُعربُ الاسم مفعول به منصوب لفعل محذوف وليس مفعول به مقدّم": إنّ الفعل "قدّرناه" استوفى مفعوله الأول من خلال اتّصال الضمير الهاء به، وبما أنّ الأفعال المتعدية إلى مفعولَين تنصبُ مفعولَين مختلفين فلا يجوز لنا أنّ نقول أنّ الفعل "قدّرناه" نصب مفعولاً به مقدّماً وهو "القمر"، لأنّ "القمر" و "الهاء" العائدة على القمر ذات الشيء.
بناءً على ما سبق نقول أنّ الفعل "قدّرناه منازل" استوفى مفعولَيه.
ختاماً لهذه النقطة فإنّ تقدير الحذف للفعل لا يعني أنّ أصل الكلام كان كذا أو كذا، وإنّما نقدّر ذلك لتوضيح المعاني المستشكلة التي يحلّها التقدير، ولا نستطيع مع الآيات القرآنية أن نبتَّ في أمر أصل الآيات، فهو كلام الله، وليس منّا إلا الاجتهاد في الفهم والتقدير. التشبية التمثيلي
والله أعلى وأعلم
أما السؤال الآخر، فنعم يمكن للفعل المتعدّي ألّا يستوفي مفاعيله، ولكنّ ذلك يكون في حالاتٍ محدّدة، فمنها مثلاً أن يأخذ الفعل المتعدّي معنىً لفعلٍ لازم، أو أن يتعدّى بحرف جرٍ بدلاً من المفعول به، وهذا ما يُسمّى أسلوب التضمين الذي سيتم شرحه في هذه السلسلة إن شاء الله في مقالٍ لاحق.
أمّا معنى الآية بدون المفعول الثاني فلا أعلمه ولا أستيطع تفسيره من تلقاء نفسي، ولكن أنقل إليك ما قيل من كلام المفسّرين: "ومنازل فيه أوجه: أحدها أنّه حال على حذف مضاف؛ أي ذا منازل، لأنه لا معنى لتقدير نفس القمر منازل. وثانيها أنه مفعول ثان لقدرّناه؛ أي صيّرناه منازل. والثالث أنه ظرف؛ أي قدرنا سيره في منازل".
تمارين على باب الاشتغال
الاشتغال في النحو
تعريف الاشتغال لغة واصطلاحا
تلخيص باب الاشتغال
المنصوب على الاشتغال